«فايننشيال تايمز»: «هواوي» تتحدى عقوبات واشنطن وتوسع إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي

شهدت المنافسة في قطاع التكنولوجيا تصعيدًا جديدًا، مع استمرار الصراع بين الصين والولايات المتحدة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، ففي ظل العقوبات الأمريكية التي تستهدف الحد من قدرة الشركات الصينية على تطوير رقائق متقدمة، تمكنت شركة "هواوي" من تحقيق اختراق كبير في إنتاج الرقائق الإلكترونية، ما يعزز جهود الصين نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال الحيوي.

وذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز"، في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أن "هواوي" نجحت في زيادة معدل الإنتاج الفعلي لرقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، حيث ارتفعت نسبة الرقائق الصالحة للاستخدام من 20% قبل عام إلى نحو 40% حاليًا، في خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال التكنولوجي.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التقدم أتاح للشركة تحقيق أرباح لأول مرة من إنتاج معالجات "Ascend 910C"، التي تتميز بأداء متقدم مقارنة بالإصدارات السابقة.

تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية 

عززت "هواوي" شراكتها مع "شركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية" (SMIC) لتطوير رقائقها الجديدة، وذلك رغم القيود الأمريكية التي تمنع الصين من الوصول إلى تقنيات الطباعة الضوئية المتطورة.

وتسعى الشركة إلى رفع معدل الإنتاج إلى 60%، وهو المستوى القياسي المتعارف عليه في صناعة أشباه الموصلات.

وأشار تقرير "فايننشيال تايمز" إلى أن الحكومة الصينية تدعم هذا التوجه بشكل واضح، إذ تشجع الشركات المحلية على الاعتماد على رقائق "هواوي" بدلاً من منتجات "إنفيديا" الأمريكية، التي لا تزال تهيمن على السوق الصينية بقوة.

ومع ذلك، يواجه هذا التوجه تحديات، أبرزها صعوبة إقناع الشركات بالتخلي عن نظام "CUDA" الخاص بـ"إنفيديا"، والذي يتميز بسهولة الاستخدام والقدرة على التعامل مع كميات ضخمة من البيانات بسرعة عالية.

سباق المنافسة مع "إنفيديا"

رغم التقدم الذي أحرزته "هواوي"، لا تزال "إنفيديا" تتصدر مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين، حيث باعت مليون وحدة من معالج "H20" المعدل للامتثال للعقوبات الأمريكية، محققة إيرادات بلغت 12 مليار دولار في العام الماضي، وفقًا لتقديرات شركة "سيمي أناليسيس".

وتخطط "هواوي" لإنتاج 100 ألف وحدة من معالج "Ascend 910C" و300 ألف وحدة من "910B" خلال هذا العام، مقارنة بإنتاج 200 ألف وحدة من "910B" فقط العام الماضي.

ومع استمرار الضغوط الأمريكية، تمثل هذه الخطوات تقدمًا ملحوظًا في قدرة الصين على تطوير صناعة رقائقها الخاصة، مما قد يعيد تشكيل خريطة المنافسة العالمية في هذا القطاع الحيوي.